سألتني فافهم عنّي ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي :
فأمّا أهل الجماعة ؛ فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله (١).. وأمّا أهل الفرقة ، فالمخالفون لي ومن اتّبعني ، وإن كثروا..
وأمّا أهل السنّة ، فالمتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله ، وإن قلّوا ، وإن قلّوا.. وأمّا أهل البدعة ؛ فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ، وقد مضى منهم الفوج الأوّل وبقيت أفواج.. » (٢).
ونقل ابن القيم عن أبي شامة في (الحوادث والبدع) ، قوله : حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحقّ واتّباعه وإن كان المتمسّك به قليلاً والمخالف له كثيراً (٣).
وعن عبد الله بن مسعود : إنّ جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة ! الجماعة ما وافق الحقّ وإن كنت وحدك ! (٤).
وسئل إسحاق بن راهويه عن السواد الأعظم الذي جاء في الحديث « إذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم » فأجاب قائلاً : « محمّد بن أسلم الطوسي وأصحابه ومن تبعه هو السواد الأعظم» ثمّ فسّر ذلك : « لم أسمع عالماً منذ خمسين سنة كان أشدّ تمسّكاً بأثر النبيّ صلىاللهعليهوآله من محمّد بن أسلم » (٥) ! وذكر
_____________
(١) هذا تعليل لكون الجماعة هو عليهالسلام ومن اتّبعه ، فلأن ذلك هو الحقّ الذي أمر الله به ورسوله.
(٢) كنز العمّال / المتقي الهندي ١٦ : ١٨٤ / ٤٤٢١٦ ـ مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٥ هـ.
(٣) و (٤) النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية / محمّد بن عقيل : ٢١٩ ـ ٢٢٠ ـ دار الثقافة ـ قم ـ ١٤١٢ هـ.
(٥) حلية الأولياء / أبو نعيم الأصفهاني ٩ : ٢٣٨ ، ٢٣٩ ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٩٨٨ م ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ١٩٦ ـ ١٩٧.