٢٧٣ هـ في كتابه (بدء الإسلام وشرائع الدين) (١).
وقال شيخهم المعاصر أحمد الخليلي يصف ما كتبه الإباضية في هذا الشأن بأنّه « يتّسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الإمام عليّ واحترام قرابته من النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى في مقام العتاب » (٢).
وهذه ظاهرة يجدها الباحث في غالب كتبهم ، وقد شذَّ عنها بعضهم ، لا سيّما محمّد بن سعيد الأزدي القلهاني الإباضي ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري ، في كتابه (الفرق الإسلامية من خلال الكشف والبيان) (٣).
من عقائدهم في الصفات : إنّ أغلب عقائدهم في الصفات مطابق للثابت عن أهل البيت عليهمالسلام ، وهذه أهم أركانها :
أ ـ تنزيه الله تعالى ، بنفي التشبيه والتعطيل والتجسيم ، خلافاً للحشوية ، والمجسّمة ، والجهمية المعطّلة.
ب ـ نفي رؤية العباد لربّهم تعالى شأنه ، في الدنيا وفي الآخرة ، خلافاً للأشعرية والحشوية.
جـ ـ القول بأنّ صفات الله عين ذاته ، وليست بزائدة عليها ، خلافاً للأشعريّة والحشوية (٤).
ولأجل هذه العقائد وصفهم بعض المؤرّخين بأنّهم (معتزلة) في العقائد ،
_____________
(١) شارك في تحقيقه : فيرنر شفارتس ، والشيخ الإباضي سالم بن يعقوب ، طبع سنة ١٤٠٦ هـ ، ١٩٨٦ م.
(٢) الفكر السياسي عند الإباضية : ٧٦.
(٣) طبع في تونس عام ١٩٨٤ بتحقيق محمّد بن عبد الجليل.
(٤) الفكر السياسي عند الإباضية : ٦٨ ـ ٧٢.