إلى سَلَفهم الأوّل ، كأبي عبيدة التميمي وشيخه جابر بن زيد (١).
وقد استنكروا على بني اُميّة شتمهم أمير المؤمنين والسبطين عليهمالسلام وعدّوه من بدعهم في الدين ، ونقلوا عن أسلافهم أنّهم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم لئلّا يسمعوا هذا الشتمّ في خطب الاُمويّين (٢). وزادوا على ذلك أنّ أصحابهم هم الذين طلبوا من عمر بن عبد العزيز ترك ذلك والنهي عنه ، ففعل ! (٣)
وأجاب السيابي عن سؤال في الحسن والحسين عليهمالسلام ، فقال : « أمّا الحسن والحسين فهما سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآله وريحانتاه ، وهو يُحبّهما ، ووردت فيهما أحاديث ، أمّا الأحداث التي جرت بين الصحابة فكلّهم مجتهد وملتمس للحقّ ـ فيذكر المتقدّمين الذين شهدوا الأحداث فحكموا بما شهدوا ، ثمّ يقول ـ أمّا اليوم فلسنا نحن مثلهم ولا علمنا في ذلك كعلمهم ، ولا نقلّد ديننا الرجال ، وما كلّفنا الله التنقيب والتفتيش عن عيوب الناس وعن حال من مضى ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٤).
وما مضى قبلك لو بساعة |
|
دعه فليس البحث عنه طاعة » (٥) |
فهذا أثر واضح للتحرّر نسبيّاً من قيد التقليد ، ولقد جاوز الإباضية التقليد الأعمى في عهد مبكّر ، كما هو ظاهر جدّاً عند ابن سلام الإباضي المتوفّى بعد سنة
_____________
(١) الفكر السياسي عند الإباضية : ٧٦.
(٢) بدء الإسلام وشرائع الدين / ابن سلّام الإباضي : ٩٩ ـ ١٤٠٦ هـ ، الإمام أبو عبيدة وفقهه : ٩٠.
(٣) الإمام أبو عبيدة وفقهه : ١٥٢.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٣٤.
(٥) فصل الخطاب في المسألة والجواب : ٢٠.