وهذه الفكرة منبعها الكفر بالله والتشكيك في قدرته تعالى.
[٣٨] ثم وجهوا التهمة لشخص الرسول ، ففي البداية قالوا انه رجل مثلكم ، ثم ادعوا ان أفكاره خاطئة ، والآن ينسبون اليه الافتراء.
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ
الايمان حق ، ويوم الآخرة حق ، ولكن ماذا ينفع كل هذا ، ومن دون ان يتجسد عملا صالحا ، ونظاما اجتماعيا في الحياة الدنيا؟!
هؤلاء بخبثهم ، ومكرهم شأنهم شأن كل المضللين عبر التاريخ ، حاولوا أن يفصلوا الدين عن الدنيا. بين الايمان بالله من جهة ، وبين تطبيق نظام دينيّ قائم على الأرض من جهة ثانية ، فقالوا : ان الله حق ، ولكن هذا الرجل لا يمثله في الأرض ، ولا يملك ولايته.
[٣٩] وعند ما يئس منهم نبيهم دعا ربه :
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ
وهي نفس الكلمة التي قالها نوح (ع) وقد تركت من الآثار ما هو آية للناس على مرّ الزمان ، وهكذا ينصر الله كل من يجسد قيمه على نفسه.