فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ
الإنسان ربما يستكبر ولكنه لا يملك شيئا من مقومات الاستكبار ، فنراه فقيرا ، وذليلا ... إلخ ، وحينا آخر يستكبر الإنسان وهو يمتلك المقومات الظاهرية لذلك ، كفرعون الذي كانت تجري الأنهار من تحت قصره ، والذي يسيطر على شعب مصر.
[٤٧] لذلك لما جاءهم موسى واخوه كذبوهما :
فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ
ولم يقل وهما لنا عابدان؟
لعله لأنهما في الواقع ما عبدوا ، وما خضعوا للطاغوت ، وانما قومهما (بنو إسرائيل) هم الذين خضعوا لفرعون وملأه.
[٤٨] فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ
بالاغراق.
[٤٩] وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
الكتاب الذي أرسل إليهم عبر موسى كان يهدف هدايتهم الى الصراط المستقيم ، ولكنهم لم ينتفعوا بهذا الكتاب.
ان الله لم يخلق الناس ، ليهلكهم ، بل ليرحمهم بالفلاح ، والهدى في الدنيا ، والجنة في الآخرة ، ولكن الناس هم الذين يرفضون ذلك.
وكل هذه الآيات دعوة لنا للتفكير فيها وتطبيقها على أنفسنا ومجتمعاتنا. فبامكاننا ان نصير موسى ، وبامكاننا أن نصير فرعون ، وذلك إذا حملنا رسالة موسى