فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ
تعسا لهم وابعادا عن الرحمة والحق.
[٤٥] ومن الأمم التي بعث الله إليها الرسل فكذبوهم امة فرعون :
ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ
الآيات هي التوراة ، اما سلطان الله عند موسى فهو الثعبان ، وسائر الآيات.
[٤٦] إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ
وهنا مقابلة ، ففي طرف يقف موسى وهارون ، وفي الطرف الآخر فرعون وملأه ، وهكذا أرسل كل الأنبياء الى طواغيت زمانهم ، ومن يلف لفّهم من المرتزقة وأصحاب المصالح.
والذي يتدبر في قصة موسى وفرعون يهتدي الى ان القضية كانت كبيرة جدا. حيث يرسل الله اثنين (موسى وهارون) وذلك لعظم المسؤولية. حيث انها نقلة حضارية من ذلك المستنقع الآسن الذي تردّى اليه فرعون وجماعته ، الى القمة السامقة من التوحيد والايمان ، وموسى من أعظم أنبياء الله ، وقصص موسى قريبة من واقع الامة الاسلامية ، فلا تزال البشرية تعيش ظروفا مشابهة لتلك التي عاشها قوم موسى ، حيث لا يزال المستكبرون من ملأ فراعنة الأرض يستضعفون سائر الناس ، ويجعلونهم شيعا ، ويعلون في الأرض بغير الحق ، فنحن بحاجة الى التدبر في هذه القصة لنزداد وعيا ، وعزما ، وجهادا حتى يأذن الله لنا بالنصر ، ولذلك يذكر القرآن هذه القصص زهاء سبعين مرة.
ولكن هل استجاب فرعون وملأه لرسول الله موسى ولأخيه هارون (ع)؟ كلا ..