كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
ان الأساس في هذه الفرقة ، وهذا الانقسام هو اغترار كلّ بما لديه من رجال ، ومال ، وأفكار ، بينما نجد المؤمنين مشفقين من خشية ربهم ، والفرح هو آية الغرور ، ويبدو انه يعكس حالة الرضا عن النفس.
وان الفرح هو السبب المباشر للتحزب. حيث ان قصر نظر الفرد ، وحرج صدره ، وضيقه ، وتفاهة اهدافه ، وتحقيره لنفسه ، ولقدراتها. كل ذلك يجعله معجبا بنفسه ، وبما يملك ، ويزعم انه وما يتصل به أفضل مما سواه ، فيتقوقع على ذاته ، ولا يعترف للآخرين بفضل ، ولا يرى الأهداف العظيمة التي تحتاج الى الوحدة ، وتراكم الجهود.
[٥٤] ويشبه القرآن هؤلاء حينما يطغى عليهم الاعجاب ، والفرح بالغريق الذي يغمره الماء من كل ناحية.
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ
فلا توقظهم إلا صاعقة العذاب. تأتيهم بغتة.
[٥٥ ـ ٥٦] والسؤال لماذا يفرح هؤلاء؟
لأن غاية ما يطمحون له ان يصبحوا أصحاب مال وبنين ، ولفرط حبهم لذاتهم ، ولما يتعلق بهم خاصة من مال وبنين تراهم يجعلونهما مقياسا للخير والصلاح ، ويزعمون بأنه لو لم تكن أفكارهم صائبة ، ولم يكن الله راضيا عنهم إذا لم يكونوا يحصلون على المال والبنين ، وبالتالي ان حصولهم عليهما في الدنيا دليل صلاحهم ، وحصولهم على الفلاح في الآخرة ، كما قال قائل منهم :