والنباتات ليست ذات شكل واحد ، ولو كانت الطبيعة هي التي تحكم الحياة اذن لكانت عمياء ولكان كل شيء على صورة واحدة ، ولكن تلك المواد الواحدة ـ التراب ـ الأملاح ـ الماء ـ النور ـ تتحول الى عدة أنواع من النباتات ، بل ان الله يخلق من كل نوع زوجين لضمان استمرار كل فصيل ونوع ـ ثم ان متانة الصنع لا تمنع جماله.
[٦] ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ
إذ لا حق لسواه ، وانه حق لا ريب فيه وفي قدرته ، وبما انه الحق ـ كل الحق ـ فهو أحق ان يتبع.
وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[٧] وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ
أولئك الذين كانوا في القبور يبعثون للحساب بقدرة الله سبحانه ، تلك القدرة التي تتجلى اليوم في بعث البذور ـ الكامنة في جوف الأرض ـ بالنسبة للبذور كالقبر للميت؟ ولكن فكما يحيي ربنا بالماء البذرة وكذلك يحيي سبحانه الإنسان وهو في قبره.
من هنا جاء في الحديث :
«إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم»