ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ
كانت بداية الآية تبين تطور الجنين في الرحم ، اما هنا فتبين تطوره بعد ان يولد طفلا ، حيث يتحول بعدئذ الى شاب يافع قد بلغ أوج قوته (أشده).
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى
كأن يموت بمرض أو بحادث أو بقتل ، وليست له حيلة في وفاته ، انما تكون بأمر الله وتقديره. وقد يبقى طويلا في الحياة ليعود ضعيفا كما بدأ.
والواقع ان الزمن ليس دائما في مصلحة الإنسان ، وان الإنسان ليس أبدا في تكامل ذاتي ، كيف وهو إذا بلغ أرذل العمر يعود كالطفل فلو كان تكامله ذاتيا ، كان لا بد ان يعود دائما ولا ينتكس.
حقا : ان أهم ما يفقده البشر بكبر سنه هو علمه. العلم ـ في ذات الوقت ـ أعظم نعمة يسعى البشر نحوها ويحاول المحافظة عليها ، لأن العلم يميّزه عن سائر الخليقة ، وحين يفقد علمه لا يعود ذا كرامة في أهله وولده ومجتمعة ، أو لا يكون ذلك شاهدا على ان تكامل البشر ليس من ذاته؟!
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً
كأنها موات.
فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
ان تلك الأرض الميتة عند ما تستقبل الأمطار فانها تزيد وتنمو عليها النباتات.