تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ
ان كنتم في ريب من البعث فانظروا الى ماضيكم هل باستطاعتكم ان تقولوا : ان الله لا يقدر على خلقنا من جديد؟ فكيف استطاع إذا ان يخلقكم أطوارا ، بعد ان لم تكونوا شيئا؟!
وجاء في القرآن والسنّة ان الإنسان قد خلق مرتين ، مرة في عالم الذر حيث خلق كل الناس من تراب ، ومرة أخرى حينما أودعهم الأصلاب ، ثم الأرحام. فبعد ان تقذف النطفة في رحم الام ، نجدها تتحول بعد فترة الى قطعة دم ، تعلق برحم الام (علقة) ثم الى ما يشبه اللحمة الممضوغة (مضغة).
مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
قد تحددت معالمهما كالعينين والرأس والأطراف ، أو غير مخلّقة لا تلبث ان تسقط من الرحم قبل ان تتحدد معالمها.
لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ليفهم الإنسان بأن التطورات التي تحكم وجوده ، دليل على انه مدّبر وان الله هو المدّبر الحكيم له وللخلق.
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى
ان المضغة تستمر في الرحم الى ان يشاء الله ويأذن للجنين بالولادة ، وبقاء الجنين في الرحم ليس محدودا بمدة تسعة أشهر ، فقد يولد قبل هذا لذلك قال : (ونقرّ في الأرحام ما نشاء الى أجل مسمّى). ومن معاني (ونقرّ) اي نكتب ، لأنه كما ورد في الأحاديث ان سعادة الإنسان وشقاءه يكتبان عليه وهو في بطن امه.