الغفلة ، وقد نتذكر ما دمنا في أجواء التذكرة ، ولكن عند ما تواجهنا شهوة أو يصادفنا غضب اين يصبح ذكر الله؟!
حينها تلتجئ النفس البشرية في خلق الأعذار والتبريرات لتلقي عن كاهلها نبعة المسؤولية ، ولذلك جعل الله سبحانه ذكره مستحبا شرعا ، وجعل من ذكره ـ من المؤمنين ـ حين قال :
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ . (١)
ففي جميع الحالات المادية ، والظروف النفسية ، يجعل الله ذكره ضروريّا.
ونسأل : ما هو الذكر الذي تعنيه الآيات؟
ان الذكر هو تذكر الله حين تهم بالمعصية ، أو تشرع في ارتكاب الخطيئة. حينما تجد من يعاتبك داخل وجدانك على ما تفعل ، فلا بد ان تذكر الله لتحسم صراع النفس لصالحها ، اما حين تفقد الذّكر يموت الوجدان ، وينتهي الإحساس ، فتميل الكفة لصالح الارادة الشريرة في نفس الإنسان.
[٨٦] قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
الله رب السموات السبع ، لأنه خلقها ، وأكمل خلقها ، طورا فطورا ، واجرى الخلق كما الطفل عند ما ينمو ، ويكبر ، فهو الذي خلقها ، وهو المسيطر عليها ، والمهيمن الذي يجري عليها سلطانه ، وقوانينه ، وانظمته ، والعرش يعني : السلطة الفعلية على الكون ، وبهذا التساؤل تكمل مسيرة الاستدلال المنطقية على وجود الله مخاطبا بها العقل البشري ، والفطرة الانسانية.
__________________
(١) سورة آل عمران / ١٩١.