اما كم يعيش الإنسان؟ ومتى تكون الساعة؟ فالله وحده هو العالم ولا عالم غيره ، وهذه الحقيقة تكشف لنا أن هذه الآلهة المزيفة التي يعتقد الإنسان بأنها شريكة ، وامتداد لقدرة الله وقوته ، يجب ان تسقط من أعيننا ، وتتحطم في داخل نفوسنا ، لنعبد الله مخلصين ، له الدين ، ولو كره المشركون.
بينات من الآيات :
[٨٤] قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
ان كنتم تستفيدون من علمكم ـ والاستفادة هي معيار الجهل والعلم ـ فالعلم يعطيه الله لمعظم الناس ـ ولو بقدر محدود ـ ولكن متى يكون الإنسان عالما فقط؟ عند ما يستفيد من علمه وإلّا فهو جاهل ، ولو سألتهم من خالقكم ومالككم ـ وما تحويه هذه السموات والأرضون ـ ومن بيده الحاكمية العليا؟
انه الله حيث يقول :
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ . (١)
والذي عنده القدرة التنفيذية المطلقة في الكون الواسع ، لا يملك الإنسان امامه الا التسليم والخضوع.
[٨٥] سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ
اذن فلما ذا يحجزكم حجاب الغفلة عن هذا الرب العظيم ، الذي يملك الأرض ومن فيها؟!
وهذه الكلمة لا تختص بالآخرين ، بل بنا جميعا ، لأننا لا نزال نخلد إلى أرض
__________________
(١) سورة الانعام / ٥٧.