فنشر تهمة لا دليل عليها يؤدي الى نفس العاقبة التي يسعى إليها الكاذب.
ان الدوائر الاستعمارية اليوم تختلق التهم المختلفة ، وتقذف بها في المجتمع لتتلقفها الألسن ، وتنتشر كما ينتشر الوباء ، وان المجتمع الفاضل هو الذي يتهم المتهمين ، ويعتقد انهم كاذبون ولو كانوا صادقين ، لان الكذب كله في مجمل نقل القضية ، فالحط من قيمة الإنسان الفاضل ـ الذي خلقه الله كريما ، وأراد له العيش بكرامة ، وأن يخلف وراءه سمعة حسنة ـ هو الكذب بعينه.
فقد يكون الإنسان صادقا فيما يقول ، ولكنه يصبح كاذبا ، حينما يخطئ في تحديد موقع الكلمة التي يلفظها ، و قد جاء في محتوى حديث مأثور :
«الكذب في الإصلاح صدق عند الله» وكلمة «عند الله» في الآية تدل على انهم ولو كانوا صادقين في قرارة أنفسهم ، فأنهم كاذبون عند الله ينالون جزاء الكاذب ، ولعل ذلك لأنهم لم يراعوا الظروف المحيطة بكلامهم.
[١٤] ويؤكد القرآن ضخامة هذا الخطأ ، فالكلمة البسيطة التي تطلقها أفواه الكثير من الناس دون علم أو تثبت تكون وراءها مخاطر كبيرة جدا ، ولو لا ان الله رحيم بهم لاخذهم بعذاب عظيم.
وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ
بسبب ما تورطتم فيه من الكلام السيء.
[١٥] إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ