حملت قدرا أكبر من الماء ، فنزلت فحملتها الرياح ـ مرة أخرى ـ الى الأعلى حتى تثقل وتهبط الى الأرض. وقد تنزل حبات البرد بحجم البيضة.
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ
من عباده ، وعموم خلقه ، اذن فليس ذلك بالصدفة.
يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ
لشدة الوميض الخاطف الصادر عن تفريغ شحنات كهربائية هائلة بين السحاب .. وهكذا فاننا نجد في هذه الظاهرة الطبيعية بشارة خير بنزول رحمة الله (المطر) ، وإنذارا صارما بعقاب الله الذي لو نزل فانه لا يبقي ولا يذر ولأفنى الأحياء.
بين الايمان والعلم :
[٤٤] يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ
الله سبحانه هو الذي بيده الليل والنهار يقلبهما بقدرته ، وهذه عبرة لأصحاب البصائر النافذة ، والعقول النيّرة. الم يقل الله : «وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ» وأ لم يقل عن الكفار : «أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ»؟ ..
وهذا يعني ان من لا يملك الايمان لا يفهم سر الحياة ، كما لا يدرك التحولات والتقلبات الاجتماعية ، ولا يفهم ان الله هو الذي يقلب الليل والنهار الا اولو الأبصار ، الذين يمتلكون البصر الحقيقي النابع من الايمان ، وهذا يدل على ان معرفة الله بداية كل معرفة ، وان الكفر بالله انحراف يستدرج الإنسان الى كل انحراف.