فلا موضع للصدفة التي هي اكذوبة الجاحدين ، ولا يمكن ان يكون هذا النظام بلا مدبّر حكيم وهو الله الذي يحمل الرياح السحب التي تزن ملايين الاطنان ، تتحرك بكل خفة وسهولة في طبقات الجو العليا ..
ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ
فلو لا تكاثف السحب لما هبط المطر ، ثم ان السحاب مؤلف من شحنات سالبة وموجبة ، ولو لا ذلك لما نفع الزرع ، فالبرق الذي يفرز المواد الضرورية لنمو النباتات انما تؤلفه الأمواج الكهربائية القوية التي يولدها الاحتكاك بين هذه الأمواج.
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً
كي ينزل المطر ، فبدون ان يتكثف السحاب لا ينزل المطر. وتكثفه لا يتم الا عبر قوانين يجريها الله سبحانه فيها.
فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ
وهو المطر حالة تكونه وخروجه ، من بين ثنايا السحاب.
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ
فالسحب في الفضاء كما الجبال في الأرض ، من حيث ضخامة كتلتها وتفاوت ارتفاعاتها ، ويمكن للإنسان الاطلاع على هذه الحقيقة عند ما يطير مسافرا من بلد لآخر فوق الغمام.
ولعل في الآية اشارة الى حقيقة يذكرها العلماء : ان طريقة تكون (البرد) هي ان قطرة من الماء ينزل من السحاب ، ثم تمر بطبقة باردة فتتجمد ، ثم تحمله الرياح الشديدة الى الأعلى من جديد. وتتقلب بين جبال السحب ، كلما مرت سحابة