العدل والإنصاف بعينه ، وحاشا لله ان يظلم أحدا أو رسوله ، بل الذين يخالفون الله ورسوله ، لهذه الأسباب هم الظالمون.
[٥١] وفي مقابل هؤلاء الذين يقولون أطعنا ، ثم يخالفون القيادة الرسالية في ساعة الجد ، ويميلون الى مصالحهم وأهوائهم الشخصية ، نرى أولئك المؤمنين الصادقين والذين إذا قالوا أطعنا استقاموا على ذلك ، وثبتوا مضحّين بمصالحهم الشخصية لصالح الإسلام والمسلمين ، واستجابوا لكل الأوامر القيادية على الرغم من شدتها وصرامتها.
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[٥٢] لأنهم يتلقون احكام الله وتشريعاته وتعاليم نبيه الأكرم ، ويعملون بموجبها في معاملاتهم الاقتصادية والسياسية والقضائية وغيرها ، ـ تماما ـ كما يفعلون ذلك في شؤونهم التعبدية كالصلاة والصوم وغيرها ، فما من واقعة الا ولله فيها حكم يتبعونه ، وهكذا يجب على أبناء الامة الاسلامية ان يستجيبوا لنداء علماء الإسلام عند ما يدعونهم لمنهج الله في الحكم والسياسة ، أو الاقتصاد ، وسائر شؤون الحياة ، لا أن يهرعوا الى الغرب تارة والى الشرق تارة أخرى ، يبحثون عن المناهج والأحكام عندهم.
وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ
ذلك لأن من يمتلكون هذه الصفات الثلاث (الطاعة ، الخشية ، التقوى) يكونون قد استكملوا أسباب الايمان الحقيقي ، فيحصلون على الفوز من الله.
أنهم يطيعون الله ورسوله خشية من عقابة المهين ، وعذابه الأليم ، ولأن الخشية