ثانيا : هل باستطاعة الإنسان ان يهتدي الى سواء السبيل ، ويعرف الطريق القويم ، من دون هدى الله المتمثل في آياته ورسوله وفي توفيقه للهدى؟
ثالثا : هل بالإمكان توحيد البشر على أساس غير رسالة الله الحق؟ كلا ..
ان رسالة الله والعمل بها هو الأساس الوحيد لتوحيد الناس.
ثم يؤكد الذكر على ان كل ما في السماوات والأرض خاضع لله وساجد له ، كالشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب ، ولكن تبقى مجموعة من البشر تشذ عن هذه السنة لفترة محدودة ، وفي مجال محدود ، ينتهون بانتهاء الفرصة التي أعطاهم الله. فليس بإمكان الإنسان ان لا يأكل أو لا يشرب أو لا ينام ، وكذلك ليس باستطاعته ان يخرج نفسه من الأرض ، أو يتمرد على سنن الحياة ، نعم بإمكانه ان لا يصوم أو لا يصلي ، في هذا المجال المحدود فقط اعطي الحرية لكي تمتحن إرادته ، اما في سائر المجالات فلا بد له من الخضوع طوعا وكرها؟
اذن ما دمت لا تسطيع الخروج عن ولاية الله ، فلما ذا تتمرد عليه وتتخذ غيره وليا؟
هذا في الدنيا ، اما في الآخرة فيساق المجرمون الى جهنم سوقا وتفصّل لهم ثياب من نار ، ويصب من فوق رؤوسهم الحميم فيصهر ما في بطونهم وأجوافهم ، ولهم مقامع «مطارق» من حديد ملتهب ، وكلما حاولوا الفرار من النار أعيدوا إليها مقهورين.
اذن فبداية الإنسان ونهايته محدودتان بتدبير الله ، انه لا يخرج من ملكوت الله وسلطانه ، فحري بالإنسان ان لا يتخذ غير الله وليا وقائدا.