بحبل الى السماء ، فهل تقدرون على ذلك؟ والله العالم.
عند ما صعد رائد الفضاء (ارمسترونغ) الى القمر .. هل استطاع ان يخرج من ارادة الله؟! كلا .. انه لا يستطيع ذلك حتى انه لم ينس مشاكله العائلية مع زوجته ، فقد صرّح بعد نزوله الى الأرض : كنت أفكر وانا على سطح القمر في خلافاتي مع زوجتي .. وهل هي راضية عن عملي هذا الذي أقوم به أم لا؟
هكذا يبقى الإنسان محكوما بالانظمة والقوى الطبيعية حوله ، مادية كانت أم معنوية ، شاء ذلك أم ابى ، ولا يمكنه والحالة هذه الا ان يمتثل لأمر مولاه. وان تكبر واستنكف فلا يضر الا نفسه.
وأخيرا لو تفكر الإنسان : من الذي يرزقه ويسبغ عليه النعم ، ومن الذي يدفع عنه آلاف الاخطار التي تحمل في طياتها الموت والدمار ، لوجد انه هو الله الرزاق ذو القوة المتين ، وما عداه ليس الا أسبابا مخلوقة ..
الله يهدي من يريد :
[١٦] وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ
كما ان الجانب المادي من حياتنا محكوم بإرادة الله سبحانه فكذلك الجانب المعنوي منها كالهداية ، ولو كان العقل والفطرة كافيان لهداية الإنسان ، فلما ذا يضل البعض ويهتدي الآخرون والجميع يمتلك العقل والفطرة؟ كلا .. أَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ . وما دامت الهداية من الله فلنتخذه وليا ، لا نعبد سواه.
[١٧] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
ثم ان الاختلاف الناشئ بين البشر دليل واضح على ان الإنسان بحاجة الى