الله ليهديه الى الطريق القويم وان الله هو الذي يقضي بالحق ، ويفصل بين اتباع المذاهب المختلفة.
إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
إنّ فصل الله بين المذاهب والآراء المختلفة ، وبالتالي بين الحق والباطل في كل قضية صغيرة أو كبيرة ، انما هو تجل لشهادته الشاملة لكل شيء ، وانه المهيمن الذي لا يعزب عن علمه شيء في السموات والأرض.
ولأنه شهيد على كل شيء ، فلا بد من احترام محضره المبارك ، والتحسس برقابته المباشرة واشرافه الدائم ، وان يسأل كل إنسان نفسه عند ما يهم بعمل أو قول ، أو حتى عند ما يجيل بخاطرة فكرة ، ويريد ان يتخذ قرارا أو يصدر رأيا ، هل الله راض عن ذلك ، انه يحاسبه غدا عليه. ان هذا الاحساس هو الذي يبعث نور الهدى في ضمير البشر ، ويشد أزر العقل ضد الهوى ، ويساعد على منهجية التفكير دون الفوضى ، ويقوم سلوك الفرد دون التطرف .. ويجعل له من نفسه واعظا مرشدا.
لقد جاء في الأثر : ان زليخا عند ما طلبت الفحشاء من يوسف (ع) وغلقت الأبواب رأت في جانب الغرفة صنما ، فقامت وغطته ، فسألها يوسف : لماذا صنعت هكذا؟ فقالت : لكي لا يرانا ، فقال يوسف : تستحين أنت من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر ، ولا استحي انا من ربي؟!
[١٨] ثم يوجه القرآن الحكيم نظر الإنسان الى السماء والأرض .. الى آيات الله التي تشهد جميعها على هيمنة الله المطلقة وخضوع كل شيء في الوجود له سبحانه.