أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ
ان هذه الأشياء تخضع خضوعا الله.
وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ
لكن كثيرا من الناس لا يسجدون لله وهؤلاء لا يشكلون في الواقع سوى نسبة ضئيلة إذا ما قيسوا بما في الكون من مخلوقات هائلة ، واعداد غفيرة تعجز الكمبيرترات عن إحصائها وتسجيلها.
ان كرامة الإنسان تقتضي السجود لرب تسجد له السموات والأرض ، ومن فيهما ، ذلك الله الفاعل ما يشاء ، اما السجود لصنم لا يضر ولا ينفع بل يضر ولا ينفع ، أو لبشر ذليل حقير كالسلاطين المغرورين ، أو كأصحاب الثروة المفسدين فانه يستتبع اهانة وذلة وصغارا.
والله سبحانه حين لا يهدي البشر يبتليه بعبادة الأصنام الصامتة أو الناطقة ، فيهينه بذلك ، ومن اهانه الله لا مكرم له من بعده.
ولا يقدر أحد تحدي ارادة الله ، والخروج عن اطار الاهانة الشركية الى عز التوحيد ، لان الله يفعل ما يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره سبحانه.
وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ
من اهانة هؤلاء ، أو إكرام أولئك الذين يسجدون له ، من هنا كان علينا الالتجاء اليه ليهدينا اليه ، ويجعلنا ممن أكرمهم بالسجود له.
[١٩] هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ