ولعلّ الآيات توحي بانّ من يكفر بالرسالة سوف يتعرض لمعاداة المؤمنين ، ولا ينفعه الأنداد شيئا ، كما انهم لا يضرونه إذا خالفهم.
وفي المقابل لا يطلب الرسول اجرا ، ولا يعتمد الّا على الله.
ويأمر الله الرسول بالتوكل على الحي القيوم ، ويذكره بأسمائه الحسنى ، فقد خلق السموات والأرض في ستة أيام ، ثم استوى على عرش القدرة ، ينشر رحمته على عباده وهم ينفرون من السجود للرحمن بكفرهم!
وفي الدرس الأخير يذكرنا القرآن باسم «تبارك» الذي به جعل في السماء بروجا ، وجعل فيها سراجا منيرا ، ثم يضرب مثلا من واقع عباد الرحمن الذين صاغهم الوحي ، فهم يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، وهم يبيتون لربهم سجدا وقياما ، ويحذرون عذاب الآخرة ، ويقتصدون في الإنفاق ، ولا يدعون مع الله إلها آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرّم الله الّا بالحق ، ويتوبون الى الله ، ولا يشهدون الزور ، ويمرون باللغو كراما ، وتعي افئدتهم آيات ربهم ، ويتطلعون الى ان يصبحوا إماما للمتقين ، فيجزيهم الله الغرفة بما صبروا ، ويلقون فيها تحية وسلاما.
وفي الآية الأخيرة يذكرنا السياق بدور الدعاء ، ولعل السبب يتلخص في انه ردّ التحية من قبل العبد لرسالات الرب.