أولا يعلمون انه لو تنزلت الملائكة ، وانكشف الغطاء فقد لزمهم الجزاء ، ولا بشرى لهم يومئذ ، وتنتشر أعمالهم فلا تنفعهم ، ويمضي السياق في بيان أهوال الساعة التي كذبوا بها لعلهم يتذكرون.
ثالثا : من أسباب الكفر بالوحي خلة السوء حيث يعض الظالم ـ آنئذ ـ على يديه ، وينادي بالويل على نفسه على ما اتخذ من اخلّاء سوء اضلوه عن الذكر.
رابعا : يأتي الرسول يوم القيامة يشكو الى ربه من قومه الذين اتخذوا القرآن مهجورا.
خامسا : وقالوا : لولا أنزل القرآن جملة واحدة ، ويجيب السياق بان الحكمة هي تثبيت الفؤاد ، ومقاومة أمثلتهم الباطلة بالحق المبين.
ويحدث السياق عن مثل للرسالة الالهية حيث بعث الله موسى الى فرعون رسولا ، كما بعث نوحا الى قومه ، وأرسل الى عاد وثمود وأصحاب الرس ، فما ذا كانت عاقبة الذين كذبوا بالرسالة. ان مصير القرية التي أمطرت مثلا واحدا لعاقبة أولئك المكذبين. أفلا يعتبر هؤلاء بهم ويكفّون عن تكذيبهم؟!
سادسا : ويتخذون الرسول هزوا ، ولكنهم يعترفون بمدى تأثيره فيهم ، والواقع :
انّ الهدى من الله وليس الرسول وكيلا عنهم ، ولا يهديهم الله إذ أنهم اتخذوا أهواءهم آلهتهم ، ويبيّن القرآن ان الله هو الذي جعل الشمس دليل الظل ، وأحيى ميت البلاد ، وصرّف الأمثال فهو الهادي والمذكر ، ولكن أكثر الناس يكفرون.
والله سبحانه المالك المقتدر ، وقد أمر الرسول بجهادهم جهادا كبيرا ، وبيّن آيات قدرته البالغة ، حيث مرج البحرين ، وجعل بينهما حاجزا وقد خلق من الماء بشرا.