بينما الذي يعرف الله ، وانه العليم بسر الخلق يؤمن بالرسالة التي تكشف جانبا من ذلك السرّ.
ثالثا : قالوا : كيف يبعث الله بشرا رسولا. إنه يأكل ويكتسب معيشته ، وقالوا : لماذا لم ينزل معه ملك ، ولم يلق اليه كنز ، ثم قالوا : انه رجل مسحور.
وهكذا ضلوا عن السبيل بسبب ضربهم الأمثال للرسول.
وبعد ان يجيب السياق عن افتراءاتهم بأنه قادر على ان يجعل للرسول ما يملأ عيونهم من الجنات والقصور ، يبيّن جذر الكفر بالرسالة المتمثل :
أولا : في تكذيب الساعة ، ينذرهم بها حيث تستدعيهم من بعيد بزفير وتغيظ ، فاذا اقحموا فيها تنادوا بالهلاك ، ويقارنها الذكر بالجنات التي وعد المتقون.
ثانيا : باعتمادهم على شركائهم. حيث يذكرنا الرب بأن الأنداد لا يغنون عنا شيئا في ذلك اليوم الذي يقفون امام المحكمة ، ويتبرءون ممن كانوا يعبدونهم.
ثالثا : ان من أسباب الكفر بالرسالة نسيان الذكر بسبب تطاول العمر واستمرار النعم ، فكان سببا لهلاكهم.
ويعود الذكر الى رد شبهاتهم التي سبقت الواحدة تلو الأخرى.
أولا : قالوا : لماذا يأكل رسولنا الطعام ويمشي في الأسواق ، فقال الرب : انّ المرسلين سابقا كانوا أيضا يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق ، وانّ ابتلاء الناس ببعضهم سنة الله التي تمضي في الخلق لمعرفة من يصبر ، وهو البصير بهم.
ثانيا : قالوا : لماذا لم ينزل معه ملك نذيرا ، يقول ربنا : انه الاستكبار والعتو.