الأرض ، ولكن ماذا كانت تبعة هذا الخطأ الفادح؟ إنها الضلالة لا غير.
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً
وحينما قاسوا قيادة الرسول بالقوى المادية ، حرموا أنفسهم من فهم الحقيقة ، ولا سبيل لهدايتهم ما دامت الأفكار الجاهلية تستبد بعقولهم.
[١٠] تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً
إذا شاء الله جعل للرسول جنات وقصورا ولكن أين كل ذلك؟
قال بعض من المفسرين : ان المراد من ذلك ـ جنّات وقصورا ـ في الدنيا وذلك محتمل ، إلا أن الأفضل القول : بأن ربنا يذكّر بالآخرة ، فليست الدنيا آخر المطاف بالنسبة للإنسان.
لهذا جاء الرد الالهي بأن الرسول كريم على الله وهو يحبه ، ولكنه لا يعطي له الدنيا جزاء لعمله ، لعدم كونها في مستواه ، بما فيها من زخرف وزينة ، وكذلك يتعامل الله مع المؤمنين ، ويسند هذا الرأي قوله تعالى مباشرة بعد هذه الآية :
[١١] بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً
فهم انما اقتصروا في مقاييسهم على الدنيا لتكذيبهم بالعالم الآخر ، وما جزاؤهم سوى السعير.
إن آيات الذكر تعالج الأمراض النفسية التي تصيب القلب وتمنع عنه الرؤية. أرأيت من غرق في لجة ، وتكاثفت عليه الأمواج ، هل يقدر على الاستقرار ، أو السيطرة على نفسه. كذلك الذي تتقاذفه أمواج الشهوات ، وتعصف به عواصف