لا تتلفظون بهذا الكلام مرة واحدة ، بل كرروه مرارا ، ولن يجديكم ذلك نفعا لأنكم في العذاب خالدون.
[١٥] قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً
أيهما أفضل الدنيا بما فيها من ثمرات وكنوز. تعقبها النار والسعير ، أم جنة الخلد يسبقها العمل الصالح ، حيث النعيم المقيم والعز الدائم؟!
بالطبع لو حكم الإنسان عقله في هذه المسألة لأجاب الصواب ، ولكن ذلك وحده لا يكفيه لدخول الجنة إلا بالعمل الصالح في سبيل الله ، لأنها للذين يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق ، غير مستكبرين على الناس ، ولا مبتغين العز إلا من عند الله.
[١٦] لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً
لا أحد ينكر ما بلغت إليه مدنيّة اليوم من التقنية والمنهجيّة والعلمية ، ولكنها تبقى عاجزة أمام طموحات الإنسان ، فهي لم ولن تستطيع تحقيق كل ما يصبو إليه ، ومن كان عاجزا عن أن يهب للإنسان الحياة بعد الموت ، لهو أعجز على إعطائه الخلود.
إن أسمى ما يفكر الإنسان في الوصول إليه شيئان :
أـ أن يدرك ما يريد.
ب ـ الخلود وهو ما يسمى بغريزة حب البقاء.
ولا يمكن تحقيق هذه الطموحات في الدنيا بطبيعتها ، فلا بد أن يفكر الإنسان في