الخوف والرجاء :
[٢٦] الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ
بالرغم من أن الملك لله في كل حين ، وعلى كل حال ، الا أن ملكوت الله يتجلى بصورة أظهر وأعظم في يوم القيامة ، وقد ذكرت الآيات بصفة الرحمة الإلهية في هذا المورد ، وليس بصفة الغضب لتشير الى انه في الوقت الذي تتجلى قوة الرب التي لا تحدّ ، يعطينا السياق أملا في رحمته الواسعة ، ولكن يحذرنا أن نضيع الفرصة ولا نستفيد من رحمته ، وكم يكون الإنسان شقيا لو ترك الاستفادة من رحمة الله ، التي وسعت كل شيء؟!
وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً
حينما ينظر الإنسان الى رحمة الله يزداد أملا ورجاء ، الى حد قد يتصور أن لا عذاب عند الله ، وأنه سيدخل الناس جميعا الى جنته الواسعة.
ولكن حينما يفكر البشر في معاصيه ، ومخالفته لربّه ، يحس أن كل العذاب قليل بحقه ، لهذا نجد معادلة قرآنية تتجلى في قوله تعالى : الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ من جهة ، وفي قوله : وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً من جهة ثانية ، وهي معادلة التوازن النفسي بين الرحمة والغضب ، اللذين يجب أن ينعكسا على سلوك الإنسان.