دون طاعة الرسول والقيادة الشرعية.
[٢٤] أما ما يقدمه المؤمنون برسالة الله ، المصدقون لرسوله فان الله عز وجل سيحفظه لهم ، ويعيده عليهم في صورة ثواب عظيم و جزاء كريم ، يدخلهم الجنة ، وسيكونون فيها صالحي البال ، يشعرون بالاستقرار والطمأنينة ، وينامون مليء أعينهم ، كما ينام الإنسان وقت القيلولة لا يزعجه ألم ولا يهدده خطر :
أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
[٢٥] وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ
ربما يكون تفسير هذا المقطع من الآية ، أن السماء تنفطر وكأنها غمام ، أو أن فيها غمام ينكشف عن السماء. وكم هو مريع حين تنفطر هذه السماء المترامية الأطراف أمام ناظري هذا الإنسان الضعيف الذي لا يتحمل أبسط الشدائد.
من جهة أخرى : لقد جعل الله السماء سقفا محفوظا ، وجعل منظرها في النهار بهيا ، وفي الليل جميلا ، وجعل فؤاد البشر يطمئن إليها ، وانما يسعى الإنسان للدفاع عن نفسه عبر وضع الحواجز من حوله ، ولا يمكنه ان يحتاط لنفسه عن الأخطار التي تصله من السماء. لذلك كان تشقق السماء ـ هذا السقف المحفوظ ـ أشد رهبة وأعظم.
والخطر لا ينزل بصورة عمياء كالصاعقة أو الشهب المتساقطة ، كلّا .. بل يتنزل الملائكة الغلاظ الشداد ، يأخذون المجرمين ويسلكونهم في الأغلال ويسحبونهم الى النار وساءت مصيرا.
وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً
فئاة فئاة ، والمرة تلو الأخرى.