رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً)
استكبروا في أنفسهم حينما أراد كل واحد منهم ان يصبح رسولا تنزل عليه الملائكة ، وعتوا حينما طالبوا برؤية الله سبحانه وتعالى.
[٢٢] إن الدنيا دار اختبار ، ولا يتم الاختبار من دون حريّة القرار ، وإذا ظهرت الملائكة فان ذلك إيذان بنهاية مرحلة الاختبار الى مرحلة الجزاء ، وآنئذ لا ينفعهم شيء.
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً
ان الملائكة التي يطالب هؤلاء بمجيئهم مخلوقات جبّارة ، أصوات بعضهم كالرعد ونظراتهم كالبرق ، يستطيع أحدهم ان ينسف الأرض بمن فيها ومن عليها بنفخة واحدة ، إذا أوكل الله له ذلك.
وسيكتشف المجرمون مدى حماقتهم ، حين وضعوا شرط نزول الملائكة عليهم ، وسيعلمون كم أوقعهم عنادهم في الجهل ، عند ما يرون الملائكة ، وسيكون قولهم آنئذ «حجرا محجورا» أي يا ليت بيننا وبينهم حاجزا يحجبهم عنا ، فنتخلص من هول الموقف ، الذي لا طاقة لنا به. وكانت هذه الكلمة إيذانا بالتسليم عند العرب ، والطلب من العدو الا يضربه.
[٢٣] وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً
فالكدح الذي كدحوه في الدنيا ، للحصول على الثروة والجاه ، سيضيع من أيديهم ، ولن يجدوا غير الحسرة والندامة. لأنهم كانوا يعيشون ضيق الأفق ، فلم يحسبوا للآخرة حسابها. ولعل في الآية إشارة الى أنّ الأعمال الصالحة لا تنفع من