هكذا كانت الحكمة من تفاضل الناس. ابتلاؤهم ببعضهم لمعرفة مدى صمودهم أمام اغراءات الدنيا.
وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً
يحصي على الناس تصرفاتهم ، ويرصد سلوكهم تجاه بعضهم ، وكيف لا والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
[٢١] الى هنا يكون السياق القرآني قد عالج العقبة الاولى في طريق الايمان ، وهي النظرة الخاطئة للرسول ، لذا فانه ينتقل الى علاج العقبة الثانية وهي عقبة الكفر بالساعة.
عند ما يؤمن الإنسان بفكرة ما فانه يبحث عن اي شيء ليبرر هذا الايمان ، حتى ليمكننا تقسيم فكر الإنسان الى جانبين :
١ ـ جانب الاعتقاد : وهو الايمان بالفكرة ذاتها.
٢ ـ جانب التبرير : وذلك للإبقاء على الاعتقاد.
وهذا التقسيم نجده ليس لدى الكفار بالحق فحسب ، بل حتى لدى المؤمنين ، إذ لا بد ان يسعى كلا الطرفين ليبرر موقفه ، فالتبرير له وجه ايجابي وذلك إذا كان من أجل الحق ، وله وجه سلبي عند ما يكون من أجل الباطل.
إنّ قسما من الناس يبرر رفضه للرسالة بأعذار ، فيسأل : إذا كان الله قد بعث رسولا ، فلما ذا لا ينزل علينا الملائكة لتخبرنا بصدق الرسالة؟ أو يسأل : عن الله لماذا لا نراه جهرة؟
وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى