[٣١] في الآيات الماضية حديث عن القيادة المضادة للرسول في المجتمع ، والتي هي من أسباب ابتعاد الناس عن القيم الرسالية ، المتمثلة في الوحي الالهي ، والآن تصرح هذه الآية بذلك مؤكدة بأن هذه سنة الهية أن يكون للحق سنام هو القيادة الرسالية ، وأن للباطل سنام أيضا هي قيادة الباطل ، والإنسان بين هذه وتلك يختار طريقه بنفسه.
وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
كما أن الله سنة في خلقه أن يبعث رسلا يحملون مسئولية الهداية للبشر ، أو مصلحين على رأس كل قرن وفي كل قرية ، فان له سنة في قبالتها أن يجعل في مقابل كل قيادة حق قيادة باطل ، تستقطب سلبيات الناس ضد القيادة الرسالية ، وهذه هي التي يتبرأ منها الناس يوم القيامة قائلين : ليتنا لم نتخذ فلانا خليلا.
فهنا نظام وهنالك نظام. هنا تجمع وهنالك تجمع. هنا انتماء وهنالك انتماء ، وعلينا أن نختار خطّنا بوعي.
هكذا كان مع إبراهيم نمرود ، ومع موسى فرعون ، ومع نبينا الأكرم طغاة قريش.
وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً
إن في الحياة خطين متناقضين هما خط الحق ، وخط الباطل وحتى لا يشتبه البشر فيضلوا الطريق ، ثم يقولوا : يا ربنا إننا لم نعرف قيادة الحق من قيادة الباطل ، فقد تكفل ربنا ببيان صفات كل منهما عبر وحيه الذي لو اتبعناه لاهتدينا الى الحق ، ولانتصرنا على الباطل بعونه تعالى.