المناطق المختلفة من الأرض ، ولو لا ذلك لتجمعت في مكان واحد وأنزلت كل حمولتها من المطر على بلد واحد حيث تفيض المياه ، بينما تبقى سائر البلاد قاحلة لعدم وصوله لها.
ولكن القرآن يقول : «وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا» وكلمة صرّفناه لا تدل على السحب بقدر ما تدل على الأمثال التي ضربها آنفا.
والمعنى انّا صرفنا أمثالنا وكلماتنا فبيّناها للناس كافة ، وفي البلاد المختلفة أنزلنا كتابا من الله يحمل رسالته للبشرية عبر رسول منه.
فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً
وهنا نرى نوع التشابه والتنسيق ، بين المطر الذي ينزل من السماء ، وعن طريق توزيع القنوات الطبيعية في الأرض يجري ليسقي الانعام والاناسي ، وبين الرسالة التي تهبط من السماء فتستقر في قلوب الناس.