فاذا اعتمد البعض على قوة بشرية فان المؤمن يعتمد على الله الذي لا يموت وحده ، ولا يعتمد حتى على الأنصار والاصحاب ، فقد تزل قدم هؤلاء أو تعثر فييأس ويترك الجهاد.
وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ
ان القيادة أو الطليعة الرسالية هم الاقلية في بدء الانطلاق ، وهم الغرباء عن واقعهم ، إذ يشعرون بالوحشة وهيبة الطريق ، كما يتحسسون الفراغ الاجتماعي ، ولكي يقاوموا هذه السلبيات فان عليهم التعويض عن كل ذلك بالارتباط المتين والعميق بالله سبحانه وتعالى ، لان ذلك يثلج صدورهم ، ويسكن روع قلوبهم ، فيعطيهم الثبات والطمأنينة.
وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً
يعني ان الله قادر على إحصاء ذنوب الذين يتركون المؤمنين الحاملين للرسالة ، فلا تشغل الفئة المؤمنة نفسها بإحصاء سلبيات وذنوب الآخرين من المخالفين ، ولا تفكر في رفض الناس لها ولرسالتها ، وانما عليها المضي قدما على خطها ، تاركة ما يجري حولها الى الله ، فهو الذي يحصي ذنوب الناس وكفى به خبيرا بها.