ليس من الصحيح أيضا ان تنتظر الامة الاسلامية اليوم ، الطليعة الرسالية أن تقوم بهذا الدور ، ذلك أن دور الرسل كما الحركات الرسالية هو قيادة النضال وتوجيهه ، لا القتال نيابة عن الناس ، كما كان بنو إسرائيل ينتظرون من نبيّهم موسى (ع) فلما جاءهم وحمّلهم مسئولية الجهاد «قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا» (١).
فأعضاء الحركة الاسلامية يبذلون أقصى الجهود ، من كتابة ، وتوزيع ، ومؤتمرات ، لفضح الطواغيت بإبراز أعمالهم الاجرامية ، متحملين في سبيل ذلك التبعات ، من السجن والتعذيب والاعدام ، حتى هتك الاعراض والحرمات ، ولكن لا يجوز للناس ان يتفرجوا وينتظروا الانتصار.
لأن مسئولية الطليعة من حملة الرسالة هي مسئولية الرسول نفسها ، اي تبليغ الرسالة للناس وقيادة المعركة وعلى الناس المقاومة والثورة ضد الفساد والانحراف.
[٥٧] قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً
إن الرسل ومن يمثلهم عبر التاريخ لا يطالبون الناس أجرا مقابل ما يقدمون لهم من خدمة البشارة والإنذار ، هذا فيما يخص الناس.
[٥٨] أما فيما يخص الرسول وحملة الرسالة فان واجبهم السير في الطريق رغم الصعاب ، بالتوكل على الحي القيوم ، دون التفات لقلة الأنصار حولهم ، أو مدى الطاعة والرفض من قبل الناس.
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ
__________________
(١) الأعراف / ١٢٩.