وأولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة.
وكلمة «معاجزين» من معاجزة ، على وزن مفاعلة وهي صرف الشيء عن وجهه.
والإنسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله وشريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الأحكام والشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، وهذه هي المعاجزة.
يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول : صحيح ان القرآن يؤكد على محاربة الطاغوت ولكن الطاغوت المقصود في القرآن هم (فرعون ، نمرود ..) وليس هؤلاء طغاة اليوم ، والقرآن يحرم الربا ، ويقول المعاجز انما نأخذ الفائدة.
ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، ولا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال : انا ربكم الأعلى ، وفلان (...) حاكم قال مثل ذلك بعمله وتصرفاته. وهما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة والربا.
ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الإنسان وامراضه ، فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل ويقوم أيضا بمعالجة الإنسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض.