تبيت هذه الليلة وحدك. وهذه امرأتك ..!! وإذا هي قائمة خلفه في طوله. ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب وردّه ، فسقطت المرأه من الحياء. فصعدت السطح وناديت الجيران فجاءوني وقالوا : ما شأنك ؟ قلت : ويحكم !! زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم !! وقد جاء بها الليلة على غفلة. فقالوا : أو سعيد زوجك ؟!! قلت : نعم. قالوا : وهي في الدار ؟!! قلت : نعم. فنزلوا إليها وبلغ ذلك أمي ، فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام. فأقمت ثلاثا ثم تزوجتها ، فإذا هي من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعرفهم بحق الزوج. فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر أتيته وهو في حلقته العلمية ، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ولم يكلّمني حتى تفرق الناس من المجلس. فقال : ما حال ذلك الإنسان ؟ فقلت : بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو. فانصرفت إلى منزلي فوجه إلى بعشرين ألف درهم ». فما أعظم اطمئنان ذلك الوالد إلى مصير ابنته ، حتى إنه لم يفكر في استقصاء أحوالها لأنّه علم أنها في كنف رجل تقى يخشى الله تعالى ، ويعرف حقها عليه ، ومكانتها منه.
أيها الآباء الأغنياء : متعوا بناتكم بحياة طيبة بتزويجهن للفقراء الأبراء وأغنوهم من أموالكم لتكسبوا ذرية مطيعة لربّ العالمين وذلك هو الفوز العظيم.