وهذه الآيات الثلاث تهدينا إلى حقيقة رئيسية هي أنّ الإنسان قادر على الاستقلال بإرادته وقراره وعمله مهما كانت الظروف مساعدة أو معاكسة لما يختاره لنفسه ، فالكفر والإيمان يبدءان من داخل الإنسان وليس من الظروف والعوامل المحيطة ، وبالتالي يمكن القول أنّ هذه الآيات بما ضربته من الأمثال تنسف الفلسفات الضالة القائمة على أساس الإيمان بالحتميات اقتصادية أو اجتماعية أو وراثية أو .. أو .. فيما يتصل بقرار الإيمان والكفر في حياة الإنسان ، فهذه آسية بنت مزاحم ومريم ابنة عمران تحديتا الظروف والضغوط وآمنتا بالله ، بينما كفرت زوجة نوح ولوط رغم العوامل الإيجابية والمساعدة على الإيمان ، وإذا كانت هذه البصيرة صادقة في المرأة فإنّ صدقها بالنسبة إلى الرجل أوضح وأجلى أليست المرأة ضعيفة أمام الرجل؟