النصوص إشارة إلى ذلك ، قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «والذي نفسي بيده إنّهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط» (١).
(سَمِعُوا لَها شَهِيقاً)
ومن أنواع العذاب ما يسمعه الكافرون حين هو يهم في جهنم من عظم شهيقها. والشهيق هو أخذ الهواء إلى داخل الرئة ، وكأنّ النار يومئذ تعطى قدرة هائلة على الجذب فتسحبهم إلى جوفها بشهيق ذي صوت مرعب أعظم بملايين المرّات من الرعد القاصف.
وصفة ثالثة لجهنم أنّها تفور.
(وَهِيَ تَفُورُ)
وللفوران معنيان : أحدهما : الغليان بارتفاع ما في الإناء لشدّة الحرارة ، وفي المنجد : (فارت القدر : غلت وارتفع ما فيها) (٢) وجهنم يومئذ تتداخل ألسنتها وتتموّج بما يشبه فوران الماء في القدر لشدّة حرارتها ، والثاني : الغضب ، ويقال : فار فائره أي ثار ثائره وهاج غضبه (٣) وكلا المعنيين مجتمعان في هذه الكلمة القرآنية ، فإنّ النار يومئذ تفور كالقدر غضبا.
(تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ)
إنّها أعظم من ملايين القنابل النووية التي تنفجر مرّة واحدة ، حتى تكاد
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ ـ ص ٨ نقلا عن مجمع البيان.
(٢) المنجد مادة فور.
(٣) المصدر.