المعذبون ، فما هو خطؤهم الفظيع الذي أدّى بهم إلى بئس المصير؟ إنّه التكذيب بالنذر.
(فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ)
وفي الآية بيان لثلاثة ذنوب كبيرة أقدم عليها الكفّار :
الأول : تكذيبهم الحق في داخل أنفسهم وعدم استجابتهم له.
الثاني : أنّهم بادروا للهجوم المضاد ضد القيم الرسالية التي جاء بها المرسلون وأئمة الحق محاولين سحب الشرعية (أنّها من عند الله) عنها ، بتصنيفها في خانة القيم البشرية للتحلّل من مسئولية الالتزام بها ، وذلك أنّ الملزم للإنسان هو الحق الذي يتصل بالله فقط.
الثالث : اتهام النذر المصلحين بألوان التهم في محاولة لإسقاط شخصيتهم وضرب قيادتهم في المجتمع ، ومن أبرزها اتهامهم بالضلالة من خلال قيمهم الفاسدة وثقافتهم الخاطئة.
وكلمة «قلنا» تدل على أنّهم يحاربون الرسالات والقيادات الرسالية بالإعلام المضلل الذي يحكي ثقافتهم ومواقفهم الجاهلية ، والإنسان قادر على القول للآخرين والتعبير عمّا يريد بوسائل شتى ، كاللسان والفن و..
[١٠ ـ ١١] وغاب عن الكفّار أنّهم هم الضالون ، وأنّ ورائهم يوما تنتصر فيه الحقيقة وتظهر رغم أنف أعدائها ، يوما يفصل فيه القول ، ويخسر هنالك المبطلون ، يوما يشهد فيه الإنسان على نفسه ويعترف بذنبه.
(وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ)