قوله تعالى :
(فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)
أنّها النفي القاطع الشامل الأبدي : لا أحد يا ربّ العالمين لأنّ الله وحده هو الرحمن والمالك والقادر الذي لا يغلب. وقد قال المفسرون في معنى «معين» أنّه الماء الذي من كثرته يظهر على وجه الأرض ويرى بالعين ، فهو معين ، خلافا للغائر الذي شحّ واختفى ، وقيل : هو الماء الجاري من العيون.
وقد أعطى أئمة الهدى ـ عليهم السلام ـ بعدا عميقا للآية بتأويلها في إمام الحق ، بأنّه الماء بما يحمله من رسالة الله والهدى للناس ، أو ليس الماء عصب الحياة وعمادها؟ كذلك الإمام ، لأنّه يحيي أتباعه ببصائر الوحي وبالهدى إلى الحق في حياتهم. أو ليس الكفر والضلال موتا؟
قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «هذه نزلت في الإمام القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماوات والأرض ، وحلال الله وحرامه؟» (١) ، وقال الإمام موسى الكاظم ـ عليه السلام ـ : «إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فما ذا تصنعون؟» (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٣٨٧.
(٢) المصدر.