ـ صلّى الله عليه وآله ـ من المترفين ، لأنّ خطرهم عظيم وعادة ما يكون متسلّلا ، بعيدا عن التحديات والضغوط المباشرة الحادّة ، فقد يظهر أحدهم لدى القوة الدينية بمظهر التقوى والتأييد فإذا به يصارع الآخرين على الصفّ الأول من الجماعة ، ويبذل الأموال التي تخدم الجهاز الديني ومشاريعه في المجتمع ولكن ليس لوجه الله وتقرّبا منه ، ولا عن قناعة بالقادة الدينيين أبدا ، بل لحاجة في نفسه هي أن يستغلهم لمصالحه وأهوائه ، اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية ، بإعطائهم الخط السياسي والاجتماعي الذي يناسبه من جهة ، وباستخراج الفتاوي التي تخدم أغراضه من جهة ثانية.
وتقسّم الآيات قوى الضغط المترفة إلى فريقين :
الفريق الأول : المكذّبون الذين لا يؤمنون بالرسالة ولا بالرسول ، كالطواغيت الذين يجاهرون بالتكذيب ، وكالقوى المستكبرة التي في عصرنا هذا ، فهم أشبه ما يكونون بالكفّار ، ولا ريب أنّ لهؤلاء أطماعهم تجاه الأمة الإسلامية ، وبالتالي فهم يسعون للتأثير على قيادة المجتمع الإسلامي الدينية وتطويعها.
إنّهم ـ كما الفريق الثاني ـ لا يسعون في البدء للقضاء على الجهاز الديني إنّما يحاولون الإبقاء عليه ممسوخا ومفرغا من محتواه الرسالي ، لكي يركبونه مطيّة إلى مصالحهم.
(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ)
ويفضح القرآن خبثهم المتمثل في خطة المسخ والإفراغ التي يتبعونها ، مبيّنا أنّهم يسعون لتغيير بعض القيم ومواقف القيادة لصالحهم بمقايضة الدين الحق بأموالهم ، وكأنّ قضية الحق كالتجارة تقبل البيع والشراء. فيجب أن تكون القيادة