على الصراط مع الأنبياء ، ويأخذون ثواب الأنبياء ، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن ممّا لهم عند الله من الكرامة والشرف» (١).
[٩] وتأكيد الله على ضرورة الإيمان به وبرسوله وبنوره المنزل باعتبار ذلك هو طريق النجاة يوم القيامة.
(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ)
أي يجمع أوصالكم التي تفرّقت بعد الموت ويجمعكم إلى بعضكم مؤمنين وكافرين ، وكذلك يجمع الناس مع الرسل ليشهدوا عليهم ، وسمّيت القيامة بيوم الجمع وفي مواضع أخرى بيوم الحشر لأنّها اليوم الذي تجتمع فيه البشرية كلّها من آدم حتى آخر مولود آدمي.
(ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ)
ماذا يعني التغابن ، ولماذا سمّي يوم القيامة بيوم التغابن؟
الجواب : إنّ الغبن في البيع أو الشراء هو ظهور الخديعة والغلبة ، غبن فلانا نقّصه في الثمن وغيره ، فهو غابن وذاك مغبون (٢) ، والتغابن من التفاعل أي أنّ كل فرد أو طرف يسعى لإيقاع الغبن بالآخر ، وسمّيت الآخرة بذلك لأمور أهمها :
١ ـ إن لكلّ إنسان خلقه الله منزلين في الآخرة ، أحدهما في الجنة والآخر في النار ، فإذا أفلح أن يكون أهلا للجنة ملك قصوره فيها وورث أهل النار منزله فيها ، كما يرث منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة ، وذلك قوله تعالى :
__________________
(١) بح / ج ٩٢ ص ١٨
(٢) المنجد / مادة غبن بتصرف