القلب ، ومن أهم شروط استيعاب الحق :
أـ جعله هدفا ومحورا ، مقدّما على كلّ اعتبار آخر ، فمتى وجده سلّم له.
ب ـ الطهارة من الحجب التي تمنع اتصال القلب به كالغفلة والجحود ، ومن أبرزها الأفكار والمواقف المسبقة ، وذلك أنّ القلب لا يمكن أن يستوعب الحق والباطل معا ، فهو إمّا يكون وعاء للحق وإمّا يكون وعاء للباطل ، ولا بد أن يطرد الباطل من القلب حتى يستوعب الحق.
د ـ أن تكون قدرة الإستيعاب كبيرة ، وذلك أنّ بعض الحقائق عظيمة لا يستوعبها كلّ قلب ، بل تختلف درجات المعرفة بالحقائق باختلاف القدرات العلمية والإيمانية عند الإنسان .. وجاء في الحديث الشريف عن الإمام علي (ع): «اعلموا أنّ الله سبحانه لم يمدح من القلوب إلّا أوعاها للحكمة ، ومن الناس إلّا أسرعهم إلى الحق» (١) ، وقال (ع): «إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها» (٢)
ولقد اجتمعت هذه الشروط وغيرها في شخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فاستوعب رسالة الله ، وأصبح أعرف الناس بعد النبيّ بها ، ولذلك أجمع الرواة والمفسرون على تأويلها فيه (ع) كأعظم مصداق للأذن الواعية .. قال الإمام علي (ع) يخاطب أصحابه وخاصته : «ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ـ الى أن قال ـ : وأنا الأذن الواعية» (٣) ، وقال النبي (ص) يخاطب عليّا (ع) : «دعوت الله ـ عزّ وجلّ ـ
__________________
(١) غرر الحكم.
(٢) نهج حكمة / ١٤٧.
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٠٢ نقلا عن معاني الاخبار.