الحقوق.
٥ ـ القروض الواجبة والإنفاق المستحب.
بينات من الآيات :
[١١] ليس من تغيّر خيرا كان أو شرا إلّا ويمرّ عبر تدبير الله وإذنه.
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)
لأنّه تعالى الذي يمدّ كلّ شيء بنور الوجود والاستمرار ، ولأنّه الذي وضع السنن في الخليقة ويجريها بسلطانه وليست من مصيبة إلّا في سياق تلك السنن ، وله الإرادة غير المحدودة بأن يفعل ما يشاء ويغيّر ما يريد. وما دامت المصائب تكون بإذنه تعالى وهو الحميد العادل الحكيم فلن تكون بلا سبب ومن دون حكمة ، بلى. ومن حكمته ولطفه أنّه بيّن في كتابه كيف يتخلّص الإنسان من المصيبة ، ولكن أنّى للإنسان أن يستفيد من كتابه دون أن يؤمن به؟!
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)
ولهداية القلب هنا معان أبرزها :
١ ـ إنّ الإيمان بالله ، وبالتالي معرفة أنّه الفعّال لما يشاء ، وأنّه المهيمن على العالم ، وأنّه لا تقع مصيبة إلّا بإذنه ، معرفة هذه الحقائق جميعا تجعل الإنسان يسمو إلى سماء التسليم لله عزّ وجلّ ، ممّا يجعله قادرا على الاستقامة في طريق الحق رغم التحديات والمشاكل. وتقديم هذا البيان هو تمهيد للأمر القادم بطاعة القيادة الرسالية حيث يواجه المؤمنون في هذا الطريق ألوان الفتن والمصائب ، وإذا كانت المصائب تسبّب للكثير الانحراف عن سواء السبيل فهي لا تزيد المؤمن إلّا إيمانا