الحسن (ع) : «العرش ليس هو الله ، والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شيء ، ثم أضاف : الحمل إلى غيره ، خلق من خلقه لأنّه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة العلم» (١)
والعرش هو رمز الهيمنة والسلطان والعلم ، والموضع الذي يتجلّى فيه علم الله وقدره وقضاؤه وأمره للملائكة ، الذين هم بدورهم يمضون ما يؤمرون به ، ولعل أهم حكمة لخلق العرش أنّه تعالى قد أوكل إلى الملائكة إنفاذ مقاديره وتدبيره للخلق ، وهو الذي لا يحدّه مكان ما كان لهم أن يتصلوا به ، وكيف يتّصل المخلوق المحدود بالخالق لو لا خلق الأسماء والأشياء كالبيت الذي يكون مركز عبادته ، والعرش الذي يكون مركز إدارته للكائنات وهيمنته.
وقد أوّلت بعض النصوص الحملة في خير خلق الله قال الإمام الصادق (ع): «حملة العرش ثمانية أربعة منّا وأربعة ممن شاء الله» (٢) ، وفي حديث آخر : «حملة العرش ثمانية : أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين ، فأما الأربعة من الأولين : فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأمّا الآخرون : فمحمد وعلي والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ ومعنى «يحملون» يعني العلم» (٣)
وإذا كان الظاهر أنّ الملائكة هم الذين يحملون العرش فإنّ الباطن هو أولئك الذين خلقت الملائكة لأجلهم وهم الصفوة من عباد الله. أليس قد خلق الأشياء لأجل الإنسان ، وأيّ إنسان أعظم من الأنبياء والأوصياء؟
[١٨] وأعظم مشهد في القيامة هو عرض الناس للحساب والجزاء ، لأنه أشدّ
__________________
(١) المصدر / ص ٤٠٥
(٢) المصدر / ص ٤٠٦.
(٣) المصدر