١ ـ أنّه رمز التسبيح الصحيح ، حيث معرفة عظمة الله شرط رئيسي في تقديره حقّ قدره. أوليست مشكلة كلّ صاحب شمال «إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ»؟ بلى. ولو أنّنا فتّشنا في أي إنسان لما وجدناه خاليا من الإيمان بربه ، ولكن أصحاب الشمال (مشركين وكافرين) لا يؤمنون بالله كما هو عظيما منزّها عن كلّ ما لا يليق بمقامه ، مما يدعوهم لاتخاذ الأنداد له من خلقه الذين يجدون فيهم بعض العظمة أو يظنونهم عظماء .. وهذا هو مكمن الداء الذي انطلقت منه الفلسفات البشرية الضالة .. تجسيدية تشبيهية وشركية وما إلى ذلك .. ولعلّه من هنا أصبح تسبيح الله بذكر عظمته في الركوع وعلوّه في السجود (سبحان ربي العظيم وبحمده ، سبحان ربي الأعلى وبحمده) فرضا واجبا في الصلوات ، بل أصبحت الصلاة من بدايتها حتى نهايتها تسبيحا لله عزّ وجلّ.
٢ ـ لأنّ السياق يدور حول القرآن وهو أظهر آيات عظمة الله على الإطلاق ، ففيه تتجلّى عظمته تعالى .. أوضح وأوسع وأعظم من تجلّيها في الطبيعة وفي النفس وفي كلّ شيء آخر.