عادة حياة سائر الناس. وكيف يسمحون لأنفسهم بالخوض واللعب وكل لحظة من عمرهم هي خطوة إلى اللقاء مع الله؟! إنّهم لا يحتملون غضب الله عليهم ، ولا أن ترهقهم ذلة عند لقائه ، ولذلك تركوا التمنّيات والأحلام إلى السعي الدؤوب ، لأنّه ليس في أنفسهم ذرّة من شك في حقيقة الآخرة وعذابها الواقع حتى يطلقوا لشهواتهم العنان ، أو يعيشوا عيشة الهازل!!
بينات من الآيات :
[١ ـ ٤] قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : لمّا نصب رسول الله (ص) عليّا يوم غدير خم قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبي (ص) النعمان بن الحارث الزهري فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها ، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه؟! فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟! فقال : لا والله الذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله ، فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ) ، فرماه الله بحجر في رأسه فقتله (١) ، وفي رواية أخرى قال أبو بصير عن الصادق (ع): بينما رسول الله (ص) جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (ع) فقال له رسول الله (ص) : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم .. قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهدي فقال : «(اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) أنّ بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (اسم ملك الروم أراد بني هاشم يتوارثون ملكا بعد ملك) فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم» فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية : «وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» ثم قال له : يا عمرو إمّا
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤١١.