(يُبَصَّرُونَهُمْ)
قيل : يرون الملائكة والروح الذين يعرجون إلى الله ، وقيل : أئمة الهدى والحق ، وقيل : الأحماء ، لبيان أنّ عدم سؤالهم عنهم يومئذ ليس لعدم رؤيتهم إيّاهم ، وإنما لانشغال نفوسهم وأفكارهم ، وإلى ذلك ذهب الزمخشري والرازي وصاحب الميزان ، وهذا أقرب إلى السياق. وبني الفعل للمجهول لأنّ المجرمين يحشرون عميانا أعينهم وقلوبهم كما كانوا في الدنيا عميانا لا يرون الحقائق ، وإنّما يبصرهم الله أو ملائكته بأمره .. وهناك تبلغ ندامتهم ذروتها لما يرون من واقع العذاب الذي كذّبوا واستهزءوا به في الدنيا إلى درجة العتوّ والتحدي.
(يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)
وهم أقرب الناس إليه ، وأعزّهم لديه.
(وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ)
في الدرجة الثانية.
(وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ)
قيل : هي العشيرة والقبيلة ، وقيل : هي المنقطعة عن جملة القبيلة برجوعها إلى أبوّة خاصة ، في التبيان والمجمع والميزان ، وزاد المجمع والكشّاف : أي عشيرته التي تؤويه في الشدائد وتضمّه ، ويأوي إليها في النسب.
(وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ)
أمّا المؤمنون فإنّهم على العكس يسألون عن بعضهم ، ويسعون في خلاص