بعضهم البعض بالشفاعة والسؤال من الله ، وقلوبهم مطمئنة إلى ربّ الأرباب لأنّهم لم يتورّطوا في الجرائم حتى يهولهم الأمر .. إلّا خشية الإيمان.
بلى. إنّهم آمنوا بوعد الله ، فسعوا لخلاص أنفسهم ، أمّا المجرمون الذين كفروا ، وتمادوا في الجريمة بسبب الكفر بالآخرة والجزاء ، فإنّهم يجدون أنفسهم بين يدي عذاب شديد.
(كَلَّا إِنَّها لَظى)
و «لظى» اسم من أسماء جهنم ، وهي النار شديدة التوقد ، وقال في المجمع : هي الدركة الثانية من النار ، وقال الرازي : اللهب الخالص ، يقال : لظّت النار ، وتلظّت تلظّيا ، والمعنى أنّه لا مصير للمجرمين إلّا جهنم والعذاب ، ولا مفرّ لهم .. تشويهم حرقا ، وتنزع ما ينشوي منهم نزعا.
(نَزَّاعَةً لِلشَّوى)
قيل : الشوى فروة الرأس ، وقيل : محاسن الوجه وعموم الجلد. وقال صاحب التبيان : ومعنى «نزّاعة» كثيرة النزع ، وهو اقتلاع عن شدة ، والاقتلاع أخذ بشدّة اعتماد (١) ، وفي المجمع : تنزع الأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا إلّا أحرقته ، وقيل : تنزع الجلد واللحم عن العظم (٢). ولعلّ الشوى هو عموم ما يعدّ للشواء بالنار ، فيكون المعنى أنّ لظى تجذب المجرمين وتنزعهم نزعا (وهم شواؤها) فتحرقهم.
(تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)
__________________
(١) التبيان / ج ١٠ ص ١١٨.
(٢) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٣٥٦.