وإقامة للحجة عليهم ، وإمضاء لسنته في خلقه ، إذ ما كان الله معذّبا قوما حتى يبعث فيهم رسولا ، وعلى هذا الأساس ولهذه الأهداف جاء نوح يحمل رسالة الإنذار الى قومه.
(إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ)
وقومه يومئذ كل البشر الذين عددهم على بعض الأقوال (٧٠٠) ألفا ، ونهتدي الى ذلك من طبيعة العذاب إذ عم الأرض كلها طوفانه ، وفي الحديث عن الامام الباقر (ع) قال : «كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء ، وإن الأنبياء بعثوا خاصة وعامة ، فأما نوح فانه أرسل الى من في الأرض بنبوة عامة ، ورسالة عامة» (١) .. وفي الأخبار ان اسمه ليس «نوحا» (٢) ، بل «سكن» عن الامام علي (ع) (٣) وقيل «عبد الأعلى وعبد الملك» عن الإمام الصادق (٤) «وانما سمّي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما» (٥) كما قال أمير المؤمنين (ع) للشامي ، وفي معاني الاخبار : «معنى نوح أنّه كان ينوح على نفسه ، وبكى خمسمائة عام ، ونحى نفسه عما كان فيه قومه من الضلال» (٦) وقال الصادق (ع) عن النبي : «عاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة» (٧) ، وعنه قال : «كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة ، ثلاثمائة سنة» (٨)
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٤٢١ نقلا عن كمال الدين وتمام النعمة
(٢) راجع موسوعة بحار الأنوار ج ١١ ص ٢٨٦ / ٢٨٧
(٣) المصدر ص ٢٨٦
(٤) المصدر ص ٢٨٧
(٥) المصدر ص ٢٨٦
(٦) المصدر ص ٢٨٧
(٧) المصدر ص ٢٩٠
(٨) المصدر ص ٢٨٩