ما هو القرض هنا؟ قال بعضهم : هو الدين ، وقال البعض : بل هو كل إنفاق ، أو الإنفاق المندوب (بينما الأوّل كان في عموم الإنفاق). وأنّى كان فإنّ لكل هذه المفردات آثارا مباركة في حياة الفرد والمجتمع ، ولها أيضا آثار معنوية تتصل بمصير الإنسان في الآخرة ، إذ تسبّب في غفران الذنوب باعتباره من الحسنات الكبيرة التي تشفع في السيئات.
(وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
فهو يرد القرض مضاعفا بشكره ، ويغفر الذنوب بحلمه.
[١٨] وكلّما كان الإنفاق أصفى من شوائب الرياء والسمعة والمنّ والاستكبار وابتغاء المصالح المادية كلّما كان أقرب إلى الله وأنفع للنفس وأزكى لها ، وربما لذلك ختمت السورة بالتذكرة بأسماء الله :
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)
يعرف ما ينفق ، ويعرف لماذا وبأيّة نية.
(الْعَزِيزُ)
الذي لا يحتاج إلى إنفاق أحد أو نصر أحد ، قال سبحانه (وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
(الْحَكِيمُ)
الذي يثيب من يثيب بقدر طاعته وإخلاصه ، ويعاقب من يعاقب حسب ذنبه وكفره.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبصر هذه الحقائق حتى لا نكون من المغبونين.